بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاة وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، أَمَّا بَعْدُ: كُنْتُ قَدْ تَرَدَّدْتُ كَثِيرَا مِنْ كِتَابَةِ هَذَا المُوضُوعِ، لَيسَ لِأَنَّنِي مُتَوَاضِعٌ، فَكِبَارِ العُلَمَاءِ يَكْتُبُونَ سِيَرَهُم، بَلْ لِأَنَّنِي لَا أَجِدُ مَا أَكْتُبُهُ، وَلَكِنْ اضْطُرِرْتُ لِأَنْ أَخْطُوَ هَذِهِ الخُطْوَةَ لِاَجْلِ أَنْ يَطْمَئِنَّ النَّاسُ لِمَا أَنْشُرُهُ وَأَنَّهُ عَلَى مِنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ. اسْمِي مُصْطَفَى طَالِبْ مُصْطَفَى، وُلِدْتُ فِي أَوَائِلِ التِسْعِينَاتِ، وَاَعْمَلُ فِي مَجَالِ التَّنْظِيفَاتِ؛ دَفَعَتْنِي ظُرُوفُ حَيَاتِي الخَاصَّةِ إِلَى حُبِّ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ لِذَلِكَ أَخَذْتُ عِدَّةَ دَورَاتِ: عَقَدِيَّةٍ، وَفِقْهِيَّةٍ، وَحَدِيثِيَّةٍ؛ فِي مَعَاهِدَ عَلَى شَبَكَةِ الإِنْتِرنِتْ، لِذَلِكَ أَنَا لَا أَنْسُبَ نَفْسِي لِطَلَبَةِ العِلْمِ المُشْتَغِلِينَ بِهْ، فَلَيسَ لِي شَيخٌ أَتَتَلْمَذُ بَينَ يَدَيهِ! دَرَسْتُ دَوْرَةَ صِنَاعَةُ المُحَاوِرِ، وَالدَّوْرَةِ العِلْمِيَّةِ الأُولَى فِي الأَكَادِيمِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ الأُولَى، ثُمَّ دَرَسْتُ سَنَتَينِ فِي مَوقِعِ البِنَاءِ العِلْمِيِّ، ثُمَّ دَوْرَةِ الصِّنَاعَةِ الحَدِيثِيَّةِ وَحَالِيَّا أَدْرُسُ فِي بَرنَامَجِ المُدَارَسَةِ التَّابِعِ لِلْجَمْعِيَّةِ العِلْمِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لِعُلُُومِ العَقِيدَةِ وَالأَدْيَانِ وَالفِرَقِ والمَذَاهِبِ. أَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى أَن وَفَّقَنِي لاعْتِقَادِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي الإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى، وَلِاعتِقَادِ مَذْهَبِهِم فِي الإِثْبَاتِ فِي بَابِ الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ، وَأَعْتَقِدُ أَنَّ الإِيمَانَ قَولٌ وَعَمَلٌ واعْتِقَادٌ يَزِيدُ بالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بَالمَعْصِيَةِ، وَاَبرَأُ إِلَى اللهِ مِنْ مَذْهّبَي المُرْجِئَةِ وَالخَوَارِجِ، وَمِنْ عِلْمِ الكَلَامِ، وَمِنْ حَرَكَاتِ التَنْوِيرِ المُظْلِمَةِ، القَائِمَةِ عَلَى الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِإِنْكَارِ الثَّوَابِتِ الشَّرْعِيَّةِ؛ وَأَعْتَقِدُ أَنَّ زَلَّةَ بَعْضِ العُلَمَاءِ نُقْطَةً فِي بَحْرِ حَسَنَاتِهِمْ غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَهُمْ. أَنْشَأتُ هَذَا المَوقِعِ رَغْبَةً مِنِّي فِي نَشْرِ العِلْمِ النَّافِعِ قَدْرَ المُسْتَطَاعِ، أَرْجُو مِنَ اللهِ تَعَالَى التَّوْفِيقَ والسَّدَاد. لِلمُتَابِعَةِ عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ:
حفظك الله وسدد خطاك وأعانك على مرضاك ووفقك لمرضاته سبحانه(وإن شاء الله تصبح ممرض )
آمين آمين