منطقيًا هل يعد استعمال المكروفون في إيصال المعلومة تحريف لها؟
منطقًيا هل يعد استعمال الألوان للكلمات في التعليم تحريف لها؟
كذلك الحال في التنقيط فالتنقيط هو لتسهيل قراءة الكلمات وخصوصا لمن ليست اللغة لغته الأم، فالعربية كانت تكتب بغير تنقيط ولا تشكيل ومع ذلك فالعرب كانوا يقرؤونها جيدا، وكذلك لغة التوراة القديمة؛ وينبغي أن لا يُعد هذا عيبا عند المؤمنين بالتوراة.
تنبيه: مشكلتنا مع التوراة ليست في التنقيط، المشكلة هي أن التنقيط ممكن أن يغير المعنى خصوصا مع فقدان الأصل، ولهذه المشكلة أيضًا لوازم لا نجدها في القرآن ونجدها في كتب النصارى: فالقرآن الكريم متفق عليه على القراءات المبنية على الأحرف التي نزل عليها القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بينما التوراة فهناك اختلافات كثيرة بعضها له علاقة بالتحريف الناشىء عن تغيير المعنى بالتنقيط وبعضها بالحذف والإضافة وغيرها من أنواع التحريف.
جاء في المرشد إلى الكتاب المقدس[1] صـ 10 : [في الأصل كُتب نص العهد القديم بكلمات مؤلفة من حروف ساكنة فقط و استمر ذلك إلى فترة المازوريين (600- 900ميلادية) حيث أُضيف الأحرف الصوتية وعلامات الترقيم من قبل محرري العهد القديم العبري في ذلك الوقت.]
ويقول صبحي حموي اليسوعي في كتاب العهد القديم لزماننا المعاصر[2] صـ 24: [و ابتداء من القرن السابع ب .م قام بعض العلماء اليهود ،وقد أطلق عليهم اسم “المسّوريين”، بتثبيت معنى النصوص بتشكيل الحروف، وهذا التشكيل عبارة عن نقاط وُضعت فوق الحروف أو تحتها. ولذلك يسمى أحيانا النص العبري “النص المسّوري.]
كما يمكننا أن نقول: إضافة إلى كون التنقيط مشكلا في التوراة خاصة مع فقدان الأصل الحاكم، كيف يسوغ للنصارى الاعتراض على تنقيط القرآن واعتباره لونا من ألوان التحريف؟!
————-
1 ديبرا ريد و مارتن مانسر: المرشد إلى الكتاب المقدس، دار الثقافة، الطبعة الأولى 2013.
2 صبحي حموي اليسوعي: العهد القديم لزماننا المعاصر، دار المشرق- بيروت، الطبعة الثانية.