دلائل النبوة
عندما يكون الكافر علمًا من أعلام نبوة محمد ﷺ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
في بداية دعوة الإسلام ودخول العرب في دين الله اعتذر الصحابي الجليل أبو واقد الليثي له ولمن معه بأنهم حدثاء عهد بكفر، أي: أنه لم يمض على إسلامهم سوى القليل ولم يتمكنوا منه بحيث يخرجون من عادات الجاهلية كلها، وهذا شأن المنتقل من شيء إلى آخر فإنه ستبقى عنده بعض الأمور التي يحتاج لوقت لكي يتحرر منها.
يقول الإمام ابن العثيمين معلقا على كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب[1]: المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة: وهذا صحيح، فالإنسان المنتقل من شيء، سواء كان باطلا أولا، لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية منه، وهذه البقية لا تزول إلا بعد مدة.
وذلك لأنهم طلبوا لهم شجرة يتبركون بها ويعلقون عليها أسلحتهم كما كان يفعل المشركين.
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك بقوله: الله أكْبَرُ!، إنها السنن! قلتم والذي نفسي بيده كَمَا قَالتْ بَنُو إسْرائيلَ لموسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ [الأعراف: 138] وقال: لتركبن سنن من كان قبلكم[2].
فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته من اتباع الأمم السابقة من اليهود والنصارى وغيرهم فيما نهى عنه الإسلام العظيم بتغليظه عليهم الأمر ثم بإخباره علما من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم بأن هناك من أهل الإسلام من سيقع فيما حذر منه صلى الله عليه وسلم.
ونحن في عصرنا الحديث نجد الكثير من المسلمين من الشباب من ينزل بنطاله قليلا ويقص شعره قصات غريبة وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ونجد الكثير ممن يترك الإسلام يتبع المثلية الجنسية وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير وما الأخبار عنكم ببعيد، لذلك نقول: أنت يا من تركت الإسلام ولهثت وراء المنكرات، أنت دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
1 القول المفيد على كتاب التوحيد: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ)، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية, محرم 1424هـ، عدد الأجزاء: 2، جـ 1 صـ 213.
2 رواه: أحمد في “المسند” [ (5/218)، والترمذي (أبواب الفتن، باب ما جاء: “لتركبن سنن من كان قبلكم”، 6/343) – وقال: “حسن صحيح”-، وابن أبي عاصم في “السنة” برقم (76)، وابن حبان برقم (1835)، والطبراني في “الكبير” برقم (3290)، والبيهقي في “المعرفة” (1/108).
اضغط للاشتراك في تطبيقنا على الفيس بوك لتصلك أجدد مواضييعنا برسالة خاصة