بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن رجب -رحمه الله-:
يا من طالتْ غيبتُه عنَّا، قد قرُبت أيَّامُ المُصالَحة! يا من دامت خسَارَتَهُ قد أقبلَتْ أيَّامُ التجارةِ الرابحة! من لم يربح في هذا الشَّهرِ ففي أيِّ وقتٍ يربَح؟! من لم يَقْرُبْ فيهِ من مولاهُ فهو على بُعدِه لا يبرَح.
كم يُنادَى: حيَّ على الفلاحِ وأنت خاسر؟! كم تُدْعَى إلى الصَّلاح وأنت على الفسادِ مُثابِر؟!
كم ممَّن أمَّلَ أن يصومَ هذا الشهرَ فخانَهُ أَمَلُه، فصارَ قبلَهُ إلى ظُلْمَةِ القَبْرِ. كم من مُستقبِلٍ يوماً لا يستكمِلُه، ومؤمِّلٍ غداً لا يدرِكُه! إنَّكم لو أبصَرتُم الأجلَ ومسيرَهُ، لأبغضتم الأمل وغروره.
[“لطائف المعارف” لابن رجب: ص281].